пол06
حكيمي يغادر معسكر المنتخب المغربي قبل مواجهة ليسوتو
أشرف حكيمي، لاعب المنتخب الوطني المغربي ونجم فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، غادر معسكر "الأسود" في إطار استعداداته للمباراة الحاسمة ضد منتخب ليسوتو. هذا القرار جاء بعد توافق بين الجهاز الفني للمنتخب المغربي وفريقه الفرنسي حول ضرورة منحه الراحة وعدم مشاركته في هذه المباراة. في حديث له خلال الحصة التدريبية التي أجراها المنتخب الوطني المغربي بمدينة السعيدية يوم الأحد 17 نوفمبر 2024، أكد مدرب المنتخب الوطني، وليد الركراكي، أن حكيمي لن يشارك في مباراة ليسوتو التي ستجمع الفريقين يوم الإثنين 18 نوفمبر 2024، ضمن الجولة الأخيرة من تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025.

القرار الذي يثير التساؤلات

قرار مغادرة أشرف حكيمي معسكر المنتخب المغربي أثار العديد من التساؤلات بين جماهير كرة القدم المغربية والمتابعين الرياضيين بشكل عام. فحكيمي، الذي يُعد من أبرز لاعبي المنتخب المغربي وأكثرهم تأثيراً، لا شك أن غيابه عن المباراة سيكون له تأثير على أداء الفريق. ولكن، يبدو أن الركراكي وفريقه الفني كان لديهم مبررات قوية لهذا القرار، وهو ما أكد عليه المدرب نفسه في تصريحاته. الركراكي أوضح أن هناك اتفاقاً بين باريس سان جيرمان والمنتخب المغربي على أن حكيمي لن يشارك في المباراة التي تُعتبر ذات طابع تحضيري أكثر منها حاسمة. حيث أن المباراة ضد ليسوتو لن تؤثر كثيراً على تصنيف المنتخب في المجموعة، وبالتالي تم الاتفاق على أن حكيمي سيعود إلى ناديه الفرنسي للحصول على الراحة التي يحتاجها، خاصة بعد موسم طويل ومرهق.

موسم شاق لحكيمي

النجم المغربي أشرف حكيمي كان قد خاض موسماً صعباً مع فريقه باريس سان جيرمان في الموسم الماضي، بالإضافة إلى مشاركته في أولمبياد باريس 2024، حيث كانت تلك المشاركة بمثابة تحدٍ جديد له على الصعيد البدني والنفسي. لذلك، كان من الضروري أن يحصل حكيمي على فترة راحة قصيرة بعيداً عن المباريات الدولية، حتى يكون في أفضل حالاته لمواصلة الموسم مع فريقه الفرنسي. إضافة إلى ذلك، كانت هناك العديد من الضغوطات التي تعرض لها حكيمي على مدار الموسم بسبب تواجده المستمر في المباريات على مستوى النادي ومنتخب بلاده. وبذلك، قرر الجهاز الفني للمنتخب الوطني أن يكون حكم الراحة هو الأنسب في هذه المرحلة، خاصة وأن المباراة ضد ليسوتو لن تضيف كثيراً للمنتخب المغربي من حيث الأهمية التنافسية.

حكيمي والعلاقة مع الركراكي

أشرف حكيمي يتمتع بعلاقة قوية جداً مع مدرب المنتخب الوطني، وليد الركراكي. إذ أن الركراكي يعترف دوماً بقدرات حكيمي الاستثنائية على أرض الملعب، وأشار في أكثر من مناسبة إلى أهمية وجوده في تشكيلة "الأسود". وفي الوقت نفسه، أكد الركراكي على أن العلاقة مع حكيمي هي علاقة مبنية على الثقة والاحترام المتبادل، ولذلك فقرار الراحة تم اتخاذه بروح من التعاون بين الطرفين. وفي تصريحات أخرى، قال الركراكي: "أشرف كان واضحاً في أنه يحتاج إلى الراحة بعد الموسم الشاق الذي خاضه. نحن نؤمن أن اللاعب يجب أن يكون في أفضل حالاته ليقدم أفضل ما لديه، ونحن متأكدون أنه سيساهم بشكل كبير في المباريات المقبلة."

غياب حكيمي عن مباراة ليسوتو: التحديات والفرص

الغياب المؤكد لحكيمي عن مباراة ليسوتو يعكس في جزء منه الواقع المتغير في كرة القدم الحديثة، حيث أصبح هناك تركيز كبير على إدارة الحمل البدني للاعبين، وخاصة النجوم الكبار مثل حكيمي، الذين يشاركون في البطولات الكبرى على مستويات مختلفة. هذه الخطوة يمكن أن تكون نموذجاً يُحتذى به في مسألة كيفية الحفاظ على اللاعبين الأساسيين على المدى الطويل، ومنعهم من الإجهاد المفرط. من جهة أخرى، فإن غياب حكيمي قد يفتح المجال أمام لاعبين آخرين في المنتخب الوطني لإثبات أنفسهم. ربما يكون من المبكر أن نتوقع بديلًا يعوض غياب حكيمي بنفس التأثير، لكنه بالتأكيد فرصة لبعض اللاعبين لتقديم مستوى جيد وإثبات أنهم قادرون على تعويض أي غيابات. ركراكي، الذي يمتلك خبرة كبيرة في إدارة المباريات على أعلى المستويات، لن يدع هذا الغياب يثني المنتخب عن تقديم أداء جيد.

ماذا بعد مواجهة ليسوتو؟

على الرغم من أن المباراة ضد ليسوتو قد لا تكون حاسمة بشكل كبير من الناحية التنافسية، إلا أنها تمثل فرصة لتحضير اللاعبين للمباريات القادمة في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025. المنتخب المغربي يسعى لتحقيق نتائج جيدة لضمان مكانته في البطولة القارية، ولذلك فإن المباراة ستظل مهمة لتقييم جاهزية الفريق ومدى انسجام اللاعبين. وبغض النظر عن غياب حكيمي، فإن المنتخب المغربي يملك العديد من الأسماء القوية في تشكيلته، مثل يحيى جبران و سفيان بوفال و سليم أملاح، الذين قد يأخذون على عاتقهم مسؤولية قيادة الفريق في غياب حكيمي. ومع وجود مدرب محنك مثل وليد الركراكي، الذي قاد المنتخب المغربي إلى العديد من النجاحات في الآونة الأخيرة، سيكون من المهم أن يكون المنتخب على استعداد لأي تحدٍ قادم.

ما الذي ينتظر حكيمي بعد العودة إلى باريس؟

بعد مغادرته لمعسكر المنتخب المغربي، سيعود أشرف حكيمي إلى باريس سان جيرمان، حيث سيواصل تدريباته مع النادي الفرنسي استعداداً للاستحقاقات القادمة. الموسم الحالي يعد بمثابة فصل جديد في مسيرة حكيمي مع فريقه الفرنسي، الذي يعول عليه بشكل كبير سواء في الدوري الفرنسي أو في دوري أبطال أوروبا. حكيمي يعد أحد الأعمدة الأساسية في تشكيلة باريس سان جيرمان، ومن المتوقع أن يكون له دور كبير في مواجهة الفريق لفرق كبرى في البطولات الأوروبية.

الخاتمة

قرار مغادرة أشرف حكيمي معسكر المنتخب المغربي قبل مواجهة ليسوتو هو قرار مدروس يهدف إلى الحفاظ على لياقته البدنية وعلى مستواه العالي في المباريات المستقبلية. ومع اقتراب التحديات الكبرى في تصفيات كأس أمم أفريقيا، من المتوقع أن يعود حكيمي إلى صفوف "الأسود" بكل قوة وحماس. في النهاية، يبقى هدف الجميع هو تأمين مكان المنتخب في البطولة وتحقيق النجاح المستمر على الساحة الدولية.
   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *